الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
وحل عناق للملاقي تدينا ويكره تقبيل الفم افهم أو قيد ( وحل ) لكل من المتلاقين من سفر ( عناق ) بكسر العين المهملة وهو الالتزام . يقال : عانقه إذا جعل يديه على عنقه وضمه إلى نفسه ( ل ) لشخص المسلم ( الملاقي ) غيره من سفر ، ولا فرق بين أن يبدأ بالعناق القادم من السفر أو المقيم للقادم كما لا يخفى ، وأما لغير القدوم من السفر فظاهر النظم كالإرشاد لا يطلب .

قال في الإرشاد المعانقة عند القدوم من السفر حسنة . قال الشيخ فقيدها بالقدوم من السفر . وأطلق القاضي ، والمنصوص في السفر انتهى .

وقال أبو المعالي : تستحب زيارة القادم ومعانقته والسلام عليه . قال الإمام رضي الله عنه لما سئل عن المعانقة والقيام : أما إذا قدم من سفر فلا أعلم به بأسا إذا كان على التدين يحبه لله أرجو لحديث جعفر أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتنقه وقبله بين عينيه .

وقد قال الشعبي كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا التقوا صافحوا بعضهم ، فإذا قدموا من سفر عانق بعضهم بعضا ، وتقدم في حديث { أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عانقه } ، وكذا في حديث زيد بن حارثة .

وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال { خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من النهار لا يكلمني ولا أكلمه حتى جاء سوق [ ص: 338 ] بني قينقاع ثم انصرف حتى أتى خباء فاطمة رضي الله عنها فقال : أثم لكع أثم لكع يعني حسنا فظننا أنه إنما تحبسه أمه لأن تغسله وتلبسه سخابا فلم يلبث أن جاء يسعى حتى اعتنق كل واحد منهما صاحبه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه } .

قوله في الحديث في طائفة أي قطعة منه ، وقينقاع بتثليث النون . ولكع هنا الصغير . والخباء بكسر الخاء والمد بينهما باء موحد .

والسخاب بكسر السين جمعه سخب : القلادة من القرنفل والمسك والعود ونحوها من أخلاط الطيب يعمل على هيئة السبحة ويجعل قلادة للصبيان والجواري .

وقيل هو خيط سمي سخانا لصوت خررة عند حركته من السخب بفتح السين المهملة والخاء المعجمة ، ويقال : الصخب بالصاد المهملة وهو اختلاط الأصوات ، وفي الحديث في صفته صلى الله عليه وسلم { ولا صخاب في الأسواق } وفي حديث جبريل لخديجة { وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا وصب } وفيه لباس الصبيان القلائد والسخب من الزينة وتنظيفهم لا سيما عند لقاء أهل الفضل وملاطفة الصبي والتواضع له .

التالي السابق


الخدمات العلمية