الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 132 ] مطلب : في أكل الطيب ، وما خشن ولبس الرقيق ، والغليظ من وجه حل ، وأن ترك الطيبات ليس من الزهد في شيء :

وكل طيبا أو ضده والبس الذي تلاقيه من حل ولا تتقيد

( وكل ) أيها العبد المقتفي سنن نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم ( طيبا ) من أنواع الأطعمة كاللحم والسمن ، والعسل واللبن ، والخبز الرقيق وأنواع الحلوى ولا تتركه تزهدا فليس ترك الطيبات من الزهد في شيء ، نعم لا ينبغي الانهماك في اللذات كما قدمنا ( أو ) كل ( ضده ) أي ضد الطيب ، والمراد به ما خشن من العيش لا الخبائث ، فإنها محرمة ( والبس الذي تلاقيه ) من أنواع اللباس من الرقيق الناعم ، والغليظ الخشن حيث كان الطيب وضده من المأكل ، والمشرب ، والملبس ( من ) وجه ( حل ) .

وأما إن كان من محرم فلا يسوغ لك أن تأكل ولا تلبس منه ، فإن وباله عليك وعاقبته الوخيمة بين يديك فلا يسوغ لك أن تعصي مولاك وترضي نفسك وتطيع هواك ( ولا تتقيد ) بنوع فقط بأن لا تأكل إلا ناعما طيبا ، أو لا تلبس إلا ناعما رقيقا وعكسه ، فإن سيرة المصطفى أكمل السير ، وهو خلاصة العالم ونهاية البشر . وكان يكون تارة هكذا وتارة هكذا .

التالي السابق


الخدمات العلمية