الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
ويحرم بهت واغتياب نميمة وإفشاء سر ثم لعن مقيد ( ويحرم ) على كل مكلف ( بهت ) أي بهت أحد من المسلمين

قال في القاموس : بهته كمنعه بهتا وبهتا وبهتانا ، قال عليه ما لم يفعل والبهيتة الباطل الذي يتحير من بطلانه ، والكذب كالبهت بالضم . انتهى قال الله تعالى { ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا } وقال تعالى في قصة الإفك { سبحانك هذا بهتان عظيم } وفي صحيح مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا الله ورسوله أعلم ، قال ذكرك أخاك بما يكره قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته } . وقد روي هذا الحديث من طرق كثيرة وعن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم قال القاضي عياض في مشارق الأنوار : قوله فقد بهته بتخفيف الهاء ومن شددها فقد أخطأ ، ومعناه قلت فيه البهتان وهو الباطل ، وقيل قلت فيه من الباطل ما حيرته به ، يقال بهت فلان فلانا فبهت أي تحير في كذبه ، وقيل بهته واجهه بما لم يفعله [ ص: 103 ] وفي حديث { عبد الله بن سلام أن اليهود قوم بهت } بضم الباء الموحدة أي مواجهون بالباطل إن يعلموا بإسلامي يبهتوني أي قابلوني وواجهوني من الباطل بما يحيرني .

التالي السابق


الخدمات العلمية