إسلام ويب - غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب - مطلب في حكم القران بين تمرتين فأكثر - مطلب يسمي الشارب عند كل ابتداء ويحمد عند كل قطع- الجزء رقم2
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
مطلب : يسمي الشارب عند كل ابتداء ويحمد عند كل قطع .
( الثالثة ) : ذكر السامري من أصحابنا أن nindex.php?page=treesubj&link=18362_18361الشارب يسمي الله عند كل ابتداء ويحمده عند كل قطع ; لأنه ابتداء فعل كالأول ، وإن كان الأول آكد .
وإنما خص هؤلاء الشارب إما لقلته فلا يشق التكرار ، وإما لأن كل مرة مأمور بها فاستحب فيها ما استحب في الأول بخلاف الأكل ، فإنه يطول فيشق التكرار
[ ص: 103 ] والقطع فيه أمر عادي ، وقد يقال مثله في أكل كل لقمة ، وهو ظاهر ما قدمنا عن الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد .
قال إسحاق بن إبراهيم تعشيت مرة أنا nindex.php?page=showalam&ids=12251وأبو عبد الله وقرابة له فجعلنا لا نتكلم ، وهو يأكل ويقول : الحمد لله ، وبسم الله ، قال : أكل وحمد خير من أكل وصمت " . قال في الآداب الكبرى : ولم أجد عن الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رضي الله عنه خلاف هذه الرواية صريحا ولم أجدها في كلام أكثر الأصحاب
. والظاهر أن nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام رضي الله عنه اتبع الأثر في ذلك كما هو عادته فقد روى nindex.php?page=showalam&ids=14243الخلال بإسناده عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال لقوم أكلوا معه " يا بني لا تدعوا أن تأدموا أول طعامكم بذكر الله . أكل وحمد خير من أكل وصمت " ، وكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=15802خالد بن معدان التابعي الثقة الفقيه الصالح " أكل وحمد خير من أكل وصمت " ، ثم قال في الآداب : وجه الأول يعني الاكتفاء بالبسملة في الابتداء .
والحمدلة في الانتهاء ظاهر الأخبار ، فإنه صلى الله عليه وسلم اقتصر فيها على التسمية أولا ، والحمد أخيرا ، ولو كان يعني تكرار ذلك مع كل لقمة مستحبا لنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم قولا ، أو فعلا ، ولو في حديث واحد ، بل ظاهر ما نقل من حاله أنه لم يفعله ، وهو صلى الله عليه وسلم الغاية في فعل الفضائل ، وكذلك المعروف ، والمشهور من فعل الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين والله أعلم .