الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
مطلب : nindex.php?page=treesubj&link=18854_18853فيما ورد في ذم الخدعة .
قال الله سبحانه وتعالى في حق المنافقين { nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=9يخادعون الله والذين آمنوا } قال البيضاوي : الخدع أن توهم غيرك خلاف ما تخفيه من المكروه لتنزله عما هو بصدده ، من قولهم خدع الضب إذا توارى في جحره ، وضب خادع وخدع إذا أوهم الحارس إقباله عليه ثم خرج من باب آخر وأصله الإخفاء ، ومنه المخدع للخزانة والأخدعان لعرقين خفيفين في العنق . فالمخادعة تكون بين اثنين .
وخداعهم مع الله ليس على ظاهره لأنه لا يخفى عليه خافية ولأنهم لم يقصدوا خديعته ، بل المراد إما مخادعة رسوله على حذف مضاف أو على أن معاملة الرسول معاملة الله من حيث إنه خليفته كما قال { nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=80من يطع الرسول فقد أطاع الله } { nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله } وأما أن صورة صنعهم مع الله من إظهار الإيمان واستبطان الكفر وصنع الله معهم بإجراء أحكام المسلمين عليهم وهم عنده أخبث الكفار وأهل الدرك الأسفل من النار [ ص: 130 ] استدراجا لهم ، وامتثال الرسول والمؤمنين أمر الله في إخفاء حالهم وإجراء .
حكم الإسلام عليهم مجازاة لهم بمثل صنيعهم صورة صنع المخادعين . وفي القاموس : وإذا خادعوا المؤمنين فقد خادعوا الله . وقال الجلال السيوطي : والمخادعة هنا من واحد كعاقبت اللص وذكر الله فيها تحسين . انتهى .
الخديعة لا تليق بالمؤمنين ، إذ هي تنافي النصح وسلامة الصدور والمودة والمحبة ، وتنبت الإثم والبغي والغل والحسد والحقد .
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه بإسناد صحيح nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي وغيرهما عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال { nindex.php?page=hadith&LINKID=27106قيل يا رسول الله أي الناس أفضل ؟ قال كل محموم القلب صدوق اللسان . قالوا صدوق اللسان نعرفه فما محموم القلب ؟ قال هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد } .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في كتاب الأولياء عن الحسن مرسلا قال صلى الله عليه وسلم { إن بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بكثرة صلاة ولا صوم ولا صدقة لكن دخلوها برحمة الله وسخاوة الأنفس وسلامة الصدور } . .