ويشرع إيكاء السقا وغطا الإناء وإيجاف أبواب وطفء الموقد
( ويشرع ) أي يستحب ويسن ويندب شرعا ( ) مصدرا كمنع [ ص: 434 ] استوثق إكاءة وإيكاء ، والوكاء ككساء رباط ( السقا ) ككسا أيضا جلد السخلة إذا أجذع يكون للماء واللبن ، جمعه أسقية وأسقيات وأساق كما في القاموس ، يقال وكا السقا والقربة وأوكاها وأوكأ عليها ، والمراد كل ما شد رأسه من وعاء من نحو قربة ( و ) يشرع لك أيضا أيها المتشرع الذي لآداب الشريعة واقتفاء آثارها متشوف ومتطلع ( غطاء ) أي إيكاء وهو الوعاء وجمعه آنية وجمع الآنية أواني ، لما روى تغطية ( الإنا ) أبو داود من حديث رضي الله عنه { أبي هريرة } . أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نغطي الإناء ونوكي السقاء
وفي الصحيحين عن قال { أبي حميد الساعدي } زاد أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بقدح من لبن من النقيع ليس مخمرا ، فقال : ألا خمرته ولو تعرض عليه عودا قال مسلم { أبو حميد } والصحابي أعلم . قال في مشارق الأنوار : قوله بقدح لبن من إنما أمرنا بالأسقية أن توكأ ليلا ، وبالأبواب أن تغلق ليلا النقيع قال وحمى النقيع على عشرين فرسخا من المدينة ، ومساحته ميل في بريد وفيه شجر ويستحم حتى يغيب فيه الراكب قال واختلف الرواة في ضبطه فمنهم من قيده بالنون منهم النسفي وأبو ذر والقابسي ، قال وكذلك قيدناه في عن مسلم الصدفي وغيره ، وكذلك ، وكذلك ذكره لابن ماهان الهروي . والخطابي
قال : وقد صحفه بعض أصحاب الحديث بالباء ، قال وإنما الذي بالباء فهو مدفن أهل الخطابي المدينة ، ووقع في كتاب الأصيلي بالفاء مع النون وهو تصحيف ، وإنما هو بالنون والقاف . وقال البكري أبو عبيد هو بالباء مثل بقيع الغرقد مدفن أهل المدينة المنورة ، وهو البقيع الذي حماه النبي صلى الله عليه وسلم ثم ، وهو الذي يضاف إليه في الحديث غرس عمر البقيع . وفي نهاية : وفيه أن ابن الأثير حمى غرس عمر النقيع وهو موضع حماه لنعم الفيء أو خيل المجاهدين فلا يرعاه غيرها ، وهو موضع قريب من المدينة كان يستنقع فيه الماء أي يجتمع .
وفي الصحيحين عن رضي الله عنه عنه صلى الله عليه وسلم { جابر } وفي لفظ لهما { أوك سقاك واذكر اسم الله ، وخمر إناءك واذكر اسم الله ، ولو أن تعرض عليه [ ص: 435 ] عودا } قال وخمروا الطعام والشراب همام وأحسبه قال ولو بعود . قال في الآداب : ظاهره التخيير . ويتوجه أن ذلك عند عدم ما يخمر به لرواية : { مسلم } . فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا
وفي رواية في الصحيحين : { } . وفي رواية فيهما بزيادة : { ولو أن تعرض عليه شيئا } وفي رواية عند فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا { الطبراني } وحكمة وضع العود إما ليعتاد تخميره ولا ينساه ، وإما لرد دبيب أو بمروره يعني الدبيب على العود . فإن الشيطان لا يفتح بابا مجافا ، ولا يكشف غطاء ، ولا يحل وكاء