[ ص: 15 ] فصل
قال الرازي: "الرابع: قوله تعالى: وهو معكم أين ما كنتم [الحديد: 4]، وقوله: ونحن أقرب إليه من حبل الوريد [ق: 16]، وقال تعالى: ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم [المجادلة: 7]، وكل عاقل يعلم أن المراد منه: القرب بالعلم والقدرة الإلهية".
قلت: قد ذكر في هذا الوجه ولم يذكر إلا تأويل لفظ القرب، وذكر في الوجه السادس قوله: لفظ (المعية) ولفظ (القرب) ونحن أقرب إليه من حبل الوريد [ق: 16]، مع قوله: فأينما تولوا فثم وجه الله [البقرة: 115]، وتلك الآية هي نظير هذه، لا نظير تلك.
ثم ذكر الوجه "التاسع -وهو آخر وجوه القرآن- قال [ ص: 16 ] تعالى، لموسى وهارون: إنني معكما أسمع وأرى [طه: 46]، وهذه المعية ليست إلا بالعلم، والحفظ، والرحمة.
فيكون ذكره لتلك المعية، في تلك الآية؛ لأنه جعل معناها معنى قربه، فلا بد من الكلام في لفظ المعية، ولفظ القرب.