الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
أحدها: أنه ليس هذا ظاهر هذا الحديث أن الله نزل من فوق العرش، وانتقل إلى عند هؤلاء، ولا ظاهره أن جميع الوجود خال عن الله إلا هذا الظرف الخاص. ولا يفهم من إطلاق هذا الحديث هذا المعنى، بل هذا المعنى المعلوم فساده بالضرورة والحس يعلم أنه ليس ظاهر الحديث كل من يعلم هذا، فلو كان ظاهر اللفظ في اللغة لو تجرد هذا لدل على ذلك المعنى الفاسد لكان مع اقترانه بهذا العلم الظاهر الحسي الضروري تسمية ذلك المعنى الفاسد هو ظاهر اللفظ نزاعا، وكذلك في تسمية مثل ذلك لفظا، ومن منع ذلك قال: هذه [ ص: 252 ] القرينة الظاهرة للمخاطبين المعلومة بالبديهة والحس العام هي من القرائن المتصلة بالخطاب، وهي أبلغ من القرائن اللفظية المتصلة، فإذا كانت القرائن اللفظية المتصلة تمنع أن يكون ظاهر الخطاب هو معناه لو عدمت الصلات اللفظية فهذا كذلك وأولى، ومن المعلوم أن الخطاب الذي اتصل به استثناء أو شرط أو صفة ليس ظاهره ما يدل عليه بدون ذلك الاستثناء والشرط والصفة، فكذلك هذه القرينة، فإن دلالة الخطاب لا بد فيها من علم المخاطب بالمخاطب، وحاله، وباللغة التي يخاطبه بها. وإذا كان كذلك كان هذا العلم هو [ ص: 253 ] الدال على مدلول الخطاب، فظاهر الخطاب ما يظهر بهذا العلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية