الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
والكلام على ذلك أن يقال : هذا الحديث لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير عائد إلى الله، فإنه مستفيض من طرق متعددة عن عدد من الصحابة، وسياق الأحاديث كلها يدل على ذلك.

وهو أيضا: مذكور فيما عند أهل الكتابين من الكتب، [ ص: 374 ] كالتوراة وغيرها.

ولكن كان من العلماء في القرن الثالث من يكره روايته، ويروي بعضه، كما يكره رواية بعض الأحاديث لمن يخاف أن (نفسه و) يفسد عقله أو دينه، كما قال عبد الله بن مسعود: "ما من رجل يحدث قوما حديثا لم تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم".

وفي البخاري عن علي بن أبي طالب أنه قال: "حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله".

وإن كان مع ذلك لا يرون كتمان ما جاء به الرسول مطلقا، بل لا بد أن يبلغوه حيث يصلح ذلك، ولهذا اتفقت [ ص: 375 ] الأمة على تبليغه وتصديقه.

وإنما دخلت الشبهة في الحديث لتفريق ألفاظه، فإن من ألفاظه المشهورة: "إذا قاتل أحدكم فليتق الوجه فإن الله خلق آدم على صورته"، "ولا يقل أحدكم قبح الله وجهك، ووجه من أشبه وجهك، فإن الله خلق آدم على صورته". وهذا فيه حكم عملي يحتاج إليه الفقهاء، وفيه الجملة الثانية الخبرية المتعلقة [بلا].

وكثير من الفقهاء روى الجملة الأولى فقط، وهي قوله: "فإذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه" ولم يذكر الثانية.

التالي السابق


الخدمات العلمية