والكلام على ذلك أن يقال : فإنه مستفيض من طرق متعددة عن عدد من الصحابة، وسياق الأحاديث كلها يدل على ذلك. هذا الحديث لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير عائد إلى الله،
وهو أيضا: مذكور فيما عند أهل الكتابين من الكتب، [ ص: 374 ] كالتوراة وغيرها.
ولكن كان من العلماء في القرن الثالث من يكره روايته، ويروي بعضه، كما يكره رواية بعض الأحاديث لمن يخاف أن (نفسه و) يفسد عقله أو دينه، كما قال "ما من رجل يحدث قوما حديثا لم تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم". عبد الله بن مسعود:
وفي عن البخاري أنه قال: "حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله". علي بن أبي طالب
وإن كان مع ذلك لا يرون كتمان ما جاء به الرسول مطلقا، بل لا بد أن يبلغوه حيث يصلح ذلك، ولهذا اتفقت [ ص: 375 ] الأمة على تبليغه وتصديقه.
وإنما دخلت الشبهة في الحديث لتفريق ألفاظه، فإن من ألفاظه المشهورة: آدم على صورته"، "إذا قاتل أحدكم فليتق الوجه فإن الله خلق آدم على صورته". وهذا فيه حكم عملي يحتاج إليه الفقهاء، وفيه الجملة الثانية الخبرية المتعلقة [بلا]. "ولا يقل أحدكم قبح الله وجهك، ووجه من أشبه وجهك، فإن الله خلق
وكثير من الفقهاء روى الجملة الأولى فقط، وهي قوله: ولم يذكر الثانية. "فإذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه"