[ ص: 384 ] وقد روى البخاري الحديث في ومسلم آدم بطوله. خلق
ثم "توهم بعض من لم يتبحر العلم أن قوله: "على صورته" يريد صورة الرحمن عز وجل عن أن يكون هذا معنى الخبر، ابن خزيمة: بل معنى قوله: "خلق قال آدم على صورته" الهاء في هذا الموضع كناية عن اسم المضروب والمشتوم، أراد أن الله خلق آدم على صورة هذا المضروب، الذي أمر الضارب باجتناب وجهه بالضرب، والذي [قبح] وجهه فزجر صلى الله عليه وسلم أن يقول ووجه من أشبه وجهك؛ لأن وجه آدم شبيه وجوه بنيه، فإذا قال الشاتم لبعض بني آدم قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك، كان مقبحا وجه آدم (صلوات الله عليه) الذي وجوه بنيه شبيهة بوجه أبيهم، فتفهموا رحمكم الله معنى الخبر؛ لا تغلطوا ولا تغالطوا فتضلوا عن سواء السبيل وتحملوا على القول بالتشبيه، [ ص: 385 ] الذي هو ضلال".
قال: "وقد رويت في نحو هذا لفظة أغمض من اللفظة التي ذكرناها في خبر وهو ما حدثنا أبي هريرة، يوسف بن موسى، حدثنا جرير، عن عن [ ص: 386 ] الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء بن أبي رباح، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابن عمر، آدم خلق على صورة الرحمن". "لا تقبحوا الوجه فإن ابن
قال: "وروى هذا الخبر مرسلا، غير مسند، حدثنا الثوري قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، [ ص: 387 ] قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، سفيان، عن عن حبيب بن أبي ثابت، عطاء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: "لا [يقبح] الوجه، فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن". أبو بكر: "وقد افتتن بهذه اللفظة التي في خبر عطاء عالم ممن لم يتبحر العلم، وتوهموا أن إضافة الصورة إلى الرحمن في هذا الخبر من إضافة صفات الذات، فغلطوا في ذلك غلطا بينا، وقالوا مقالة شنيعة، مضاهية لقول المشبهة، أعاذنا الله وكل المسلمين من قولهم".