الوجه [الثالث]: أن هذا تعليل للحكم بنا يوجب نفيه، وهذا من أعظم التناقض، وذلك أنهم آدم لم يخلق من نطفة وعلقة ومضغة، وعلى أنه لم يتكون في مدة [طويلة] بواسطة العناصر، وبنوه قد خلقوا من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضغة، وخلقوا في مدة من عناصر الأرض. تأولوا الحديث على أن
فإن كانت العلة المانعة من ضرب الوجه وتقبيحه كونه خلق على ذلك الوجه، وهذه العلة منتفية في بنيه، فينبغي أن يجوز ضرب وجوه بنيه، وتقبيحها، لانتفاء العلة فيها، [فإن] آدم [ ص: 437 ] هو الذي خلق على صورته دونهم، إذ هم لم يخلقوا كما خلق آدم على صورهم، التي هم عليها، بل نقلوا من نطفة إلى علقة إلى مضغة.