وإنما آدم، وداود، والآدميين، خلائف، أنهم [ ص: 590 ] يخلفون غيرهم من المخلوقات، لا أنهم يخلفون الخالق، كما قال تعالى: معنى كون وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم [النور: 55]، وقال تعالى: ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم [يونس: 13-14] وقال تعالى: وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم [الأنعام: 165] وقال تعالى في قصة نوح: فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف [يونس: 73] وقال تعالى: وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين [الأنعام: 133]، وقال تعالى -في خطاب هود لقومه: واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة [الأعراف: 69]، وفي خطاب صالح لقومه: واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله [الأعراف: 74] وقال في خطاب موسى لقومه: عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون [الأعراف: 129].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: وقال: "من جهز غازيا فقد غزا، ومن خلفه في [ ص: 591 ] أهله بخير فقد غزا"، وقال تعالى: "أو كلما نفرنا في سبيل الله خلف أحدهم" فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب [ ص: 592 ] [الأعراف: 169] وقال تعالى: هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا [فاطر: 39]، وقال تعالى: إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف [التوبة: 93]، وقال: فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين [التوبة: 83].
ولهذا قيل للصديق: "يا خليفة الله، فقال لست بخليفة الله، ولكن خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسبي ذاك".