وحقيقة قولهم هو قول فرعون، الجاحد لرب العالمين، كما يقوله من يقوله من طواغيتهم: إن قولنا هو قول فرعون، لكن فرعون [كان] ينكر وجود الحق بالكلية، وهؤلاء أقروا به. [قالوا]: هو الوجود الذي اعترف به فرعون، وهو وجود المخلوقات. فخالفوا فرعون في اعتقادهم وقصدهم، حيث اعتقدوا أنهم مقرون بالله، عابدون له من بعض الوجوه، [و]إن كان العابد والمعبود والمقر بالله هو الله عندهم لا غيره.
والمقصود هنا كما قال صاحب (الفصوص) ما يتعلق بقولهم في صورة الله، في فص حكمة أحدية، في [ ص: 617 ] كلمة هودية: "فهو محدود بحد كل محدود، فما يحد شيء إلا وهو حد للحق، فهو الساري في مسمى المخلوقات والمبدعات، ولو لم يكن الأمر كذلك ما صح الوجود، فهو عين الوجود فهو على كل شيء حفيظ بذاته، ولا يؤوده حفظ شيء، [فحفظه] تعالى للأشياء كلها حفظه لصورته أن يكون الشيء غير صورته، [و]لا يصح إلا هذا، فهو الشاهد [من] الشاهد، والمشهود [من] المشهود، فالعالم صورته، وهو روح العالم المدبر له، فهو الإنسان الكبير. ابن عربي
[فهو] الكون كله وهو الواحد الذي قام كوني بكونه
ولذا قلت [يغتذي] فوجودي غذاؤه
وبه نحن نحتذي فيه منه إن نظر
ت بوجه تعوذي