الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وبما العادة السلامة منه كعور وقطع ، وخصاء . [ ص: 147 ] واستحاضة ، ورفع حيضة استبراء وعسر ، .

[ ص: 148 ] وزنا ، وشرب وبخر ، وزعر وزيادة سن ، وظفر ، وعجر ، وبجر .

[ ص: 149 ] ووالدين أو ولد ، لا جد ، ولا أخ ، وجذام أب ، أو جنونه بطبع ، لا بمس جن وسقوط سنين وفي الرائعة الواحدة ، وشيب بها فقط ، وإن قل ، وجعودته ، .

[ ص: 150 ] وصهوبته ، وكونه ولد زنا ولو وخشا .

التالي السابق


( و ) رد المبيع ( ب ) وجود ( ما ) أي عيب فيه ( العادة السلامة منه ) منقص للثمن كإباق وسرقة أو للذات كخصاء العبد أو للتصرف كعسر وتخنث أو مخوف العاقبة كجذام أصل ( كعور ) وأولى عمى والمبيع غائب أو المبتاع لا يبصر إن كان ظاهرا ، فإن كان خفيا ولو مع حضوره وإبصار مشتريه وذهاب بعض نور العين كذهابه كله حيث كانت العادة السلامة منه . وأدخلت الكاف الإباق والسرقة ولو في صغير روى أشهب عن مالك رضي الله تعالى عنهما في صبي يأبق من الكتاب ثم يباع كبيرا فللمبتاع رده بذلك . ابن عرفة الباجي عيب الرد ما نقص الثمن كعور وبياض عين وصمم وخرس الشيخ عن الموازية لا يرد صغير وجد أصم أو أخرس ، إلا أن يعرف ذلك منه في صغره . ( وقطع ) لبعض الجسد ابن عرفة وفيها ولو لأصبع . ا هـ . الحط وانظر قوله ولو لأصبع فإن ظاهره أن قطع دون الأصبع خفيف وليس كذلك ، بل ذهاب الأنملة عيب . وفي الشامل وقطع وإن حضر العقد على المنصوص . ا هـ . الحط ظاهره أن مقابله تخريج والظاهر أنه نص انظر التوضيح . ( وخصاء ) بكسر الخاء المعجمة والمد .

ابن عرفة ابن الجلاب والخصاء والجب والرتق [ ص: 147 ] والإفضاء ، زاد في الشامل وإن زاد في ثمنه أي لأنها منفعة غير شرعية كزيادة ثمن الأمة المغنية فترد وإن زاد ثمنها قاله في الجلاب والجب كالخصاء ، وهذا في غير فحل غنم أو بقر معد لعمل فلا يرد بخصائه إذ العادة لا يستعمل منه إلا الخصي . وقيل : لحم فحل الغنم أطيب من لحم خصيه والحق الرجوع في هذا للعرف قاله عج ( واستحاضة ) في علي أو وخش في التوضيح وهو ظاهر المذهب وهو الصواب ، وفي الشامل وقيد بثبوتها عند البائع فإن حاضت عند المبتاع حيضة استبراء وتمادى بها الدم فهو من المبتاع ، ولا رد بها إن قبضها في نقاء من حيضها ، فإن قبضها في أوله وتمادى استحاضة فله ردها نقله ابن عرفة عن اللخمي . ابن عرفة للباجي روى محمد مدة الاستحاضة التي هي عيب شهران ( ورفع ) أي تأخر ( حيضة استبراء ) عن وقت مجيئها زمنا لا يتأخر لمثله . ابن سهل في نوازله الذي في المدونة ارتفاع الحيض إنما هو عيب في المرتفعة التي فيها المواضعة لا في الوخش التي لا مواضعة فيها ، وكذلك في المقرب والمختصر . ثم إن ابن عتاب أفتى بأنه عيب حتى في الوخش التي لا مواضعة فيها . واحتج بأن المبتاع يقول : لا أصبر على ارتفاع حيضتها كما أن حملها عيب وإن كانت وخشا ، وإلى هذا ذهب ابن العطار ، وقد رأيت لأصبغ عن ابن القاسم ما قاله ابن عتاب انتهى ، هذا كله إذا ارتفع حيضها في الاستبراء ولم يعلم قدمه ، فإن علم قدمه فهو عيب مطلقا .

ابن يونس ابن القاسم إن علم أنها لا تحيض وسنها ست عشرة سنة وشبهها فعيب في جميع الرقيق فارهة أو دنية أو من سبي العجم . وفي الشامل لا ترد في الأيام اليسيرة ولم يجد مالك " رضي الله عنه " شهرا ولا شهرين ، وعنه أن ارتفاعها شهرين عيب وقيل : شهر ونصف . وقيل : أربعة أشهر ، وقيل : ينظرها النساء بعد ثلاثة أشهر ، فإن لم يكن بها حمل حل له وطؤها ، فإن لم يطأها حتى طال طولا يظن معه أنها ممن لا تحيض فعيب انتهى ( وعسر ) بفتحتين وهو العمل باليد اليسرى وضعف اليمنى في ذكر أو أنثى علي أو [ ص: 148 ] وخش . ابن حبيب من العيوب الفتل في العينين أو في أحدهما بميل إحدى الحدقتين إلى الأخرى في نظرها والميل في الخدين يميلان كل منهما عن الآخر إلى الجهة الأخرى ، والصور بميل العنق عن الجسد إلى أحد الشقين مع اعتدال الجسد والزور في المنكب بميله كله إلى أحد الشقين والصدر بإشراف وسط الصدر كالحدبة والغزر في الظهر أو بين الكتفين بإشرافه كالحدبة والسلعة بانتفاخ فاحش . ( وزنا ) ابن عرفة فيها الزنا ولو في العبد الوخش عيب .

محمد ووطؤها غصبا عيب ( وشرب ) لمسكر ابن عرفة وشرب المسكر وأخذ الأمة أو العبد في شربه ولو لم تظهر بهما رائحة عيب ( وبخر ) بفتح الموحدة والخاء المعجمة . ابن عرفة وفيها بخر الفم عيب . ابن حبيب ولو في عبد دنيء . وفي الشامل وبخر فم أو فرج . وقيل : بخر الفرج عيب في الرائعة فقط ( وزعر ) بفتحتين في التوضيح الجوهري الزعر قلة الشعر بعض الموثقين الذكر والأنثى فيه سواء . وفي الشامل وكزعر وإن بحاجبين لتوقع كجذام . وقيل : ليس عيبا في غير العانة وسواء الذكر والأنثى . ( وزيادة سن ) وراء الأسنان أو طول إحداها لذكر أو أنثى علي أو وخش بمقدام الفم أو غيره حيث علت الزائدة على الأسنان أما زيادتها بموضع من الحنك لا يضر بالأسنان فلا ( وظفر ) بفتحتين . ابن عرفة ابن حبيب الظفر لحم نابت في شحم العين وسمع عيسى رواية ابن القاسم والشعر في العينين ولا يحلف المبتاع أنه لم يره . وفي الصحاح الظفر جلدة تنبت على بياض العين من جهة الأنف إلى سوادها ( وعجر ) بضم العين وفتح الجيم فسره المصنف بكبر البطن وابن عرفة بعقدة على ظهر الكف أو غيره من الجسد والشارح بما ينعقد من العصب والعروق .

( وبجر ) بضم الموحدة وفتح الجيم ما ينعقد على ظاهر البطن . البناني يصح ضبطهما في المتن بفتحتين مصدرين ، ففي الصحاح البجر بالتحريك خروج السرة ونتوءها وغلظ أصلها والعجر بالتحريك الحجم والنتوء يقال رجل أعجر بين العجر أي عظيم البطن [ ص: 149 ] و ) وجود أحد ( والدين ) دنية وأولى وجودهما معا ، وبتقدير أحد اندفع توهم أن وجود أحدهما لا يرد به ، ولعل المراد بوجودهما ظهورهما ببلد شراء الرقيق ذكرا كان أو أنثى لا مجيئهما من بلدهما بعده ( و ) وجود ( ولد ) وإن سفل وكذا وجود زوج لأمة حر أو عبد وزوجة للعبد حرة أو أمة قاله ابن الحاجب ( لا ) يرد الرقيق بوجود ( جد ) له من قبل أبيه أو أمه ( ولا ) يرد بوجود ( أخ ) له شقيق أو لأب أو لأم

( و ) يرد الرقيق ب ( جذام أب ) له وإن علا أو أم وإن علت لأن المني الذي خلق منه منهما لسريانه ولو بعد أربعين وكالجذام البرص الشديد وسائر ما تقطع العادة بسريانه للفرع أو ب ( جنونه ) أي الأصل ذكرا كان أو أنثى ( بطبع ) بسكون الموحدة أي جبلة بكسر الجيم والموحدة بأن كان بغلبة السوداء أو الوسواس الساكن في الإنسان ، فمتى خلقه الله تعالى خلق معه سكانه فصرعهم ووسوستهم بالطبع أي من أصل الخلقة لسريانه للفرع عادة ( لا ) يرد الرقيق بجنون أصله ( بمس جن ) أجنبي عارض ليس بساكن فيه ويعرض أحيانا ويفارقه أحيانا لعدم سريانه للفرع ( و ) يرد الرقيق ب ( سقوط سنين ) بفتح النون مثقلة مثنى سن ولو في غير الأضراس في وخش وفي غير مقدم الفم ( وفي ) الأمة ( الرائعة ) أي الزائدة في الجمال ( الواحدة ) من الأسنان سقوطها عيب ترد به ولو من غير المقدم ، ومفهوم الرائعة أن سقوطها من غيرها لا يرد به إلا التي من المقدم فيرد به في وخش .

وذكر ابن حبيب نقص السن في العبد والوصيفة من مؤخر الفم لغو ، ونقص السنين وزيادة الواحدة عيب مطلقا فيهما ( و ) ترد ( بشيبها ) أي الرائعة الشابة التي لا يشيب مثلها عادة ( فقط ) أي لا وخش أو ذكر إلا الكثير الذي ينقص الثمن إن كثر شيب الرائعة ، بل ( وإن قل ) شيب الرائعة قاله فيها ابن المواز وهذا كله في الشابة ( و ) ترد الأمة العلية والوخش بظهور ( جعودته ) أي [ ص: 150 ] تجعيد شعرها بلفه على نحو عود ثم يظهر مرسلا خلقة لأنه من عدم مشروط فيه غرض لأن جعودته خلقة جمال تزيد في الثمن ( و ) ترد الرائعة فقط ( بصهوبته ) أي ميل لون شعرها إلى الحمرة إن لم ينظره المشتري حين الشراء ولم تكن ممن شأنهن ذلك فيها من اشترى جارية فوجد شعرها قد سود أو جعد ، فإنه عيب ترد به اللخمي إن جعد شعرها وكان يزيد في ثمنها رد به . أبو الحسن التجعيد كون شعرها أسبط فيلف على عود لأن الجعد أحسن من السبط إن كانت رائعة لأنه غش وتدليس ، أو كان عيبا يضع من ثمنها ( وكونه ) أي الرقيق ( ولد زنا ) لكراهته النفوس إن كان عليا ، بل ( ولو ) كان ( وخشا ) أي خسيسا دنيا . الحط الظاهر رجوعه إلى المسائل الثلاثة قبله أي الجعودة والصهوبة وكونه ولد زنا . .




الخدمات العلمية