الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 321 ] ومنه تجاهل الثمن ، وإن من وارث [ ص: 322 ] وبدأ البائع

التالي السابق


( ومنه ) أي الفوات الذي تضمنه فات ( تجاهل ) أي دعوى البائع والمبتاع جهل قدر ( الثمن ) الذي وقع البيع به قاله في التوضيح تبعا لابن عبد السلام ، وقرر به " غ " وتت كلام المصنف ، وفائدته تبدئة المشتري باليمين ففيها قال مالك " رضي الله عنه " إن مات المتبايعان فورثتهما في الفوت وغيره مكانهما إن ادعوا معرفة الثمن ، فإن تجاهلاه وتصادقا على البيع حلف ورثة المبتاع أنهم لم يعلموه ثم يحلف ورثة البائع أنهم لم يعلموه ثم ترد ، فإن فاتت بتغير سوق فأعلى لزمت ورثة المبتاع بقيمتها في ماله . ابن يونس بدئت ورثة المبتاع باليمين ، لأن مجهلة الثمن عندهم كالفوت فأشبه فواتها بأيديهم وكذا لو تجاهله المتبايعان لبدئ المبتاع باليمين فلا فرق بين المتبايعين وورثتهما ، ولعله في التبدئة أن مجهلة الثمن كالفوت .

طفي فظهر كون التجاهل فوتا وأن ما قاله ابن عبد السلام ومن تبعه صواب ، وأنه أحسن من قول الشارح أي ومما يصدق فيه مدعي الشبه مثل أن يقول أحد المتبايعين لا علم لي بما وقع عليه التبايع ، ويقول الآخر وقع بكذا ، فإن من ادعى المعرفة يصدق فيما يشبه ، وكذا الوارث . ا هـ . لنبو المفاعلة عن تقريره ، وما قاله ابن يونس نحوه لعبد الحق ، وبه نعلم أن قول ابن عرفة قول ابن عبد السلام مجهلة الثمن فوت يرد بأنه لو كان فوتا لما ردت فيه السلعة ، وقد قال فيها إن حلف ورثة المبتاع حلف ورثة البائع وردت السلعة [ ص: 322 ] غير ظاهر ، وكأنه لم يستحضر قول ابن يونس وعبد الحق وغيرهما ، ولذا نسب ذلك لابن عبد السلام فقط ، وقد ألم " س " بما قلناه كله وتنبه للصواب ، ورد تت في كبيره تقرير الشارح بما قلناه .

( وبدئ البائع ) باليمين في صور تحالفهما ، هذا هو المشهور ، إذ الأصل استصحاب ملكه والمشتري ادعى خروجه عنه ، وظاهره أن ورثته ينزلون منزلته ، وظاهره الوجوب ، وهو كذلك على أحد قولين حكاهما ابن بشير وابن شاس وابن الحاجب واستقر به في التوضيح قاله تت




الخدمات العلمية