الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فإن تجاهلا ، فالرهن بما فيه ، واعتبرت قيمته يوم الحكم ، إن بقي . [ ص: 493 ] وهل يوم التلف أو القبض أو الرهن إن تلف ؟ أقوال .

التالي السابق


( فإن تجاهلا ) أي المتراهنان صفات الرهن التالف بأن قال كل لا أعلم صفاته الآن ( فالرهن بما ) أي الدين الذي هو رهن ( فيه ) فلا يتبع أحدهما الآخر بشيء ، وعلى هذا حمل أصبغ حديث الرهن بما فيه . اللخمي لأن كلا منهما لا يدري هل له شيء عند صاحبه أم لا ، ومفهوم تجاهلا أنه لو وصفه أحدهما وتجاهل الآخر لعمل بوصف الواصف بيمينه ، فإن نكل فالرهن بما فيه ( واعتبرت ) بضم المثناة وكسر الموحدة ( قيمته ) أي الرهن الشاهدة بقدر الدين المتنازع فيه ( يوم الحكم ) بين المتراهنين المتنازعين في قدر الدين عند ابن القاسم ( إن بقي ) الرهن لأن الشاهد إنما تعتبر حالته يوم الحكم بشهادته فكذا الرهن . [ ص: 493 ]

( وهل ) تعتبر قيمة الرهن التالف ( يوم ) حصول ( التلف ) له لأن عينه كانت شاهدا فلما تلفت قامت قيمتها مقامها في الشهادة رواه عيسى في الموازية عن ابن القاسم ( أو ) تعتبر يوم ( القبض ) له من راهنه لأنه كشاهد وضع خطه ومات فيعتبر خطه وتعتبر عدالته يوم كتبه رواه عيسى عن ابن القاسم في المدونة ( أو ) تعتبر قيمته يوم عقد ( الرهن ) وهذا لابن القاسم أيضا . الباجي وهو أقرب لأن الناس إنما يرهنون ما يساوي الدين المرهون فيه غالبا ، وهذا الخلاف ( إن تلف ) الرهن في الجواب ( أقوال ) ثلاثة كلها لابن القاسم




الخدمات العلمية