وقال –أيضا- في (فصوصه) في فص حكمة علوية في كلمة موسوية: "كذلك تدبير [الحق] العالم ما دبره إلا به، أو [بصورته]، فما دبره [إلا] به، كتوقف الولد على إيجاد الوالد، والمسببات على أسبابها، والمشروطات على شروطها، والمعلولات على عللها، والمدلولات على أدلتها، والمحققات على حقائقها. وكل ذلك من العالم، وهو تدبير الحق فيه، فما دبره إلا به، وأما قولنا: أو [بصورته] -أعني صورة العالم- فأعني به الأسماء الحسنى والصفات العلا، التي [تسمى] الحق بها [واتصف] بها. فما وصل إلينا من اسم [تسمى] به إلا وجدنا معنى ذلك الاسم وروحه في [ ص: 620 ] العالم، فما دبر العالم أيضا إلا بصورة العالم، ولذلك قال في خلق ابن عربي آدم الذي هو البرنامج الجامع لنعوت الحضرة الإلهية، [التي هي الذات والصفات والأفعال: آدم [ ص: 621 ] على صورته". وليست صورته سوى الحضرة الإلهية، "إن الله خلق فأوجد في هذا المختصر الشريف الذي هو الإنسان الكامل جميع الأسماء الإلهية]، وحقائق ما خرج عنه في العالم الكبير المنفصل، وجعله روحا للعالم، فسخر له العلو والسفل [لكمال] الصورة، [فكما] أنه ليس شيء من العالم إلا وهو [يسبح بحمده، وكذلك ليس شيء من العالم إلا وهو] مسخر لهذا الإنسان، لما تعطيه [حقيقة] صورته، فقال تعالى: وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه [الجاثية: 13]، فكل ما في العالم تحت تسخير [الإنسان]، علم ذلك من علمه، [وهو] الإنسان الكامل، وجهل ذلك من جهله، وهو الإنسان الحيوان".