2805 2806 [ ص: 294 ] ص: وليس هذا الحديث عندنا يدل على ما ذهبوا إليه ; لأن رسول الله - عليه السلام - قد روي عنه ما حدثنا يونس ، قال : أنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - : " أن رسول الله - عليه السلام - كان يسدل شعره ، وكان المشركون يفرقون رءوسهم ، . وكان أهل الكتاب يسدلون رءوسهم ، وكان رسول الله - عليه السلام - يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء ، ثم فرق رسول الله - عليه السلام - " .
حدثنا محمد بن عزيز الأيلي ، قال : ثنا سلامة ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني عبيد الله ، . . فذكر بإسناده مثله .
فأخبر ابن عباس: - رضي الله عنهما - أن رسول الله - عليه السلام - كان يتبع أهل الكتاب حتى يؤمر بخلاف ذلك ، فاستحال أن يكون ما أمر به من القعود في حديث عبادة هو لخلاف أهل الكتاب قبل أن يؤمر بخلافهم في ذلك ; لأن حكمه - عليه السلام - أن يكون على شريعة النبي - عليه السلام - الذي كان قبله حتى تحدث له شريعة تنسخ ما تقدمها ، قال الله -عز وجل- : أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ولكنه ترك ذلك عندنا -والله أعلم- حين أحدث الله له شريعة في ذلك وهو القعود ، نسخ ما قبلها وهو القيام .


