الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                2808 ص: وقد حدثنا فهد ، قال : ثنا محمد بن سعيد بن الأصبهاني ، قال : ثنا شريك ، عن عثمان بن أبي زرعة ، عن زيد بن وهب ، قال : "تذاكرنا القيام إلى الجنازة عند علي - رضي الله عنه - فقال أبو مسعود : قد كنا نقوم ، فقال علي - رضي الله عنه - : ذلك وأنتم يهود " . [ ص: 299 ] فمعنى هذا أنهم كانوا يقومون على شريعتهم ، ثم نسخ ذاك شريعة الإسلام فيه ، وقد ثبت بما وصفنا في هذا الباب أيضا نسخ ما رويناه في أوله من الآثار ، عن رسول الله - عليه السلام - في القيام للجنازة بالآثار التي رويناها بعد ذلك .

                                                التالي السابق


                                                ش: ذكر هذا أيضا تأكيدا لما قاله من أن نسخ القيام للجنازة إنما كان برفع شريعة الإسلام إياه لا لأجل المخالفة لأهل الكتاب ، وهو ظاهر ; دل عليه حديث علي - رضي الله عنه -

                                                أخرجه بإسناد صحيح ، عن فهد بن سليمان ، عن محمد بن سعيد شيخ البخاري ، عن شريك بن عبد الله النخعي ، عن عثمان بن أبي زرعة -وهو عثمان بن المغيرة - الكوفي روى له الجماعة سوى مسلم ، عن زيد بن وهب الجهني أبي سليمان الكوفي ، رحل إلى النبي - عليه السلام - فقبض وهو في الطريق روى له الجماعة .

                                                وأخرج ابن أبي شيبة في "مصنفه " : ثنا ابن فضيل ، عن [يزيد] ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : "كنا مع علي - رضي الله عنه - ، فمرت علينا جنازة ، فقام رجل ، فقال علي - رضي الله عنه - : ما هذا ؟! كان هذا من صنيع اليهود " .

                                                قوله : "وقد ثبت بما وصفنا . . . إلى آخره " أشار بذلك إلى أن الأحاديث التي رواها في أول الباب نسخت بالأحاديث التي رواها بعد ذلك .




                                                الخدمات العلمية