الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                2902 ص: ففي هذه الآثار إثبات الصلاة على الأطفال ، فلما تضادت الآثار في ذلك وجب أن ننظر إلى ما عليه عمل المسلمين الذي قد جرت عليه عاداتهم ، فيعمل على ذلك ويكون ناسخا لما خالفه ، فكانت عادة المسلمين الصلاة على أطفالهم ، فثبت ما وافق ذلك من الآثار ، وانتفى ما خالفه ; فهذا وجه هذا الباب من طريق الآثار .

                                                [ ص: 428 ]

                                                التالي السابق


                                                [ ص: 428 ] ش: أراد بهذه الآثار : التي رواها عن عائشة وعبد الله بن أبي طلحة ، عن أبي طلحة والمغيرة بن شعبة والبراء بن عازب وعامر الشعبي مرسلا ، وحاصل كلامه : أن أحاديث هؤلاء لما تضادت ما روي عن سمرة وعن عروة عن عائشة اللذين يدلان على نفي الصلاة على الأطفال ، أعملت العادة في ذلك ، فما وافق من الآثار عادات المسلمين ثبت ، وما خالف انتفى ، وعن هذا قال ابن المنذر : أجمع أهل العلم أن الطفل إذا عرفت حياته واستهل صلي عليه .

                                                فإذا كان كذلك يكون الإجماع منعقدا على العمل بالأحاديث المثبتة للصلاة على الأطفال .

                                                فإن قيل : ما وجه قول الطحاوي ويكون ناسخا لما خالفه ، وما وجه هذا النسخ ؟

                                                قلت : لم يرد بذلك النسخ المصطلح عليه ، وإنما أراد بذلك معناه اللغوي ، بمعنى ويكون رافعا لما خالفه من الآثار بسبب انعقاد الإجماع على خلاف ما خالفه .




                                                الخدمات العلمية