الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                2988 ص: وخالف أبا يوسف في ذلك ، آخرون فقالوا : لا بأس أن يجتعل منها الهاشمي ; ؛ لأنه إنما يجتعل على عمله ، وذلك قد يحل للأغنياء ، فلما كان هذا لا يحرم على الأغنياء الذين يحرم عليهم غناهم الصدقة ، كان كذلك أيضا في النظر لا يحرم على بني هاشم الذين يحرم عليهم نسبهم الصدقة .

                                                التالي السابق


                                                ش: أي : خالف أبا يوسف فيما ذهب إليه جماعة آخرون ، وهم : مالك والشافعي في قول ، وأحمد في رواية ، ومحمد بن الحسن ، فإنهم قالوا : لا بأس أن يكون العامل هاشميا ويأخذ عمالته منها لأن ذلك على عمله ، ألا ترى أن الغني [ ص: 536 ] يحل له ذلك إذا كان عاملا مع كون الصدقة حراما عليه ; لأنه إنما يأخذ حينئذ على عمله وتفرغه لذلك ، فكذلك الهاشمي .

                                                قوله : "كان كذلك أيضا في النظر . . . إلى آخره " لقائل أن يقول : هذا القياس ليس بصحيح ; لأن الغني إذا كان عاملا يكون متفرغا لذلك صارفا نفسه وحابسها لأجل ذلك ، فيستحق الجعالة في مقابلة هذا الفعل ، وذلك في الحقيقة يكون لحاجته إلى ذلك فيصير كابن السبيل تباح له الصدقة وإن كان غنيا ، بخلاف الهاشمي فإنه إنما تحرم عليه الصدقة لكونها أوساخ الناس ، ولأجل لحوق الذلة والهوان بشرف نسبه ، فهذا المعنى موجود دائما سواء كان الذي يأخذه من الصدقة على وجه الاعتمال والاجتعال أو غير ذلك ، فافهم .




                                                الخدمات العلمية