الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                2738 ص: فذهب قوم إلى أن السرعة بالسير بالجنازة أفضل من غير ذلك ، واحتجوا في ذلك بهذه الآثار .

                                                التالي السابق


                                                ش: أراد بالقوم هؤلاء : محمد بن سيرين والحسن البصري وقتادة وعمر بن عبد العزيز وعلقمة وأبا وائل ، فإنهم قالوا : الإسراع بالجنازة في مشيها أفضل ، [ ص: 232 ] واستدلوا على ذلك بهذه الأحاديث المذكورة ، ويروى ذلك عن القاسم وسالم ، وإليه ذهب أهل الظاهر وقال ابن حزم في "المحلى " : ويجب الإسراع بالجنازة .

                                                وقال ابن قدامة : اختلفوا في الإسراع المستحب فقال القاضي : المستحب إسراع لا يخرج عن المشي المعتاد ، وهو قول الشافعي ، وقال أصحاب الرأي يخب ويرمل .

                                                قلت : هذا ليس بصحيح عن أصحابنا ، فإنهم كرهوا الخبب .

                                                وقال ابن المتن : الإسراع هو مشي الناس على سجيتهم ، ويكره الإسراع المفرط .

                                                وفي "شرح المهذب " : جاء عن بعض السلف كراهة الإسراع بالجنازة ولعله يكون محمولا على الإسراع المفرط الذي يخاف منه انفجار الميت أو خروج شيء منه ، كما قالوا هكذا في حديث عطاء عن ابن عباس قال : "حضرنا مع ابن عباس جنازة ميمونة بسرف ، فقال ابن عباس : هذه ميمونة ، إذا رفعتم نعشها فلا تزعزعوا ولا تزلزلوا " .

                                                رواه البخاري ، ومسلم ، وأراد به شدة الإسراع الذي يخاف منها الانفجار .




                                                الخدمات العلمية