الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                2734 ص: حدثنا ربيع المؤذن ، قال : ثنا ابن وهب ، قال : أنا ابن أبي الزناد ، عن أبيه ، أنه قال : "كنت جالسا مع عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بالبقيع ، فطلع علينا بجنازة ، فأقبل علينا ابن جعفر يتعجب من مشيهم بها ، فقال : عجبا لما تغير من حال الناس ، والله إن كان إلا الجمز ، وإن كان الرجل ليلاحي الرجل ، فيقول : يا عبد الله اتق الله ، فوالله لكأنك قد جمز بك " .

                                                [ ص: 227 ]

                                                التالي السابق


                                                [ ص: 227 ] ش: إسناده صحيح ، وابن أبي الزناد هو عبد الرحمن بن أبي الزناد المدني روى له الجماعة البخاري مستشهدا ، وأبوه عبد الله بن ذكوان المعروف بأبي الزناد -بالنون- روى له الجماعة .

                                                وأخرجه الحكم في "مستدركه " : بسند صحيح : عن عبد الله بن جعفر الطيار : "أنه رأى جنازة ، فتعجب من إبطاء مشيهم ، فقال : عجبا لما تغير من حال الناس . . . " . إلى آخره نحوه ، وفي آخره : "متعجبا لإبطاء مشيهم " .

                                                وأخرج الحاكم هذا شاهدا لحديث أبي بكرة المقدم ذكره .

                                                قوله : "فطلع علينا " على صيغة المجهول .

                                                قوله : "يتعجب من مشيهم " جملة حالية أي من مشي الناس بتلك الجنازة .

                                                قوله : "عجبا " نصب على أنه مفعول مطلق تقديره : عجيب عجبا .

                                                قوله : "والله إن كان إلا الجمز " كلمة إن للنفي ، أي والله ما كان المشي بالجنازة إلا الجمز ، أي الإسراع بالمشي .

                                                قال الجوهري : الجمز ضرب من السير أشد من العنق ، وقد جمز البعير يجمز جمزا ، ومادته جيم وميم وزاي معجمة .

                                                قوله : "وإن كان الرجل " "إن " هذه مخففة من المثقلة ، وأصله وإنه كان ، أي وإن الشأن كان الرجل ليلاحي -بفتح اللام- لأنها "لام " التأكيد من لاحى يلاحي ملاحاة إذا نازع منازعة ، ومنه حديث ليلة القدر : "تلاحى رجلان " .

                                                قوله : "فوالله لكأنك " وفي رواية الحاكم : "لكأنه " .

                                                قوله : "قد جمز بك " على صيغة المجهول .




                                                الخدمات العلمية