الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                2714 ص: وأما وجهه من طريق النظر : فإنا قد رأينا الأصل المجمع عليه أن العصير لا بأس بشربه والانتفاع به ما لم يحدث فيه صفات الخمر ، فإذا حدثت فيه صفات الخمر حرم بذلك ، ثم لا يزال حراما كذلك حتى تحدث فيه صفات الخل ، فإذا حدثت فيه صفات الخل حل ، فكان يحل بحدوث الصفة ويحرم بحدوث صفة غيرها ، وإن كان بدنا واحدا .

                                                فالنظر على ذلك أن يكون كذلك جلد الميتة ، يحرم بحدوث صفة الموت فيه ، ويحل بحدوث صفة الأمتعة فيه من الثياب وغيرها فيه ، فإذا دبغ فصار كالجلود [ ص: 194 ] والأمتعة فقد حدثت فيه صفات الحلال ، فالنظر على ما ذكرنا أن يحل بحدوث تلك الصفة فيه .

                                                التالي السابق


                                                ش: أي وأما وجه هذا الباب من طريق النظر والقياس ، وهذا الوجه ظاهر ، ولكن قوله : "فإذا حدثت فيه صفات الخل حل " ليس بمجمع عليه ; لأن عند الشافعي وآخرين أن الخمر إذا صار خلا إنما يحل إذا كان من ذاته من غير معالجة بشيء .

                                                قوله : "وإن كان بدنا واحدا " أراد به ذاتا واحدة .




                                                الخدمات العلمية