الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                2610 2611 ص: فإن سأل سائل عن المعنى الذي يأمر رسول الله - عليه السلام - معاوية بن الحكم بإعادة الصلاة لما تكلم فيها .

                                                قيل له : ذلك لأن الحجة لم تكن قد قامت عنده قبل ذلك بتحريم الكلام في الصلاة ، فلم يأمره رسول - عليه السلام - بإعادة الصلاة ، وقد يجوز أن يكون أمره النبي - عليه السلام - بإعادة الصلاة ، ولكن لم ينقل ذلك في . حديثه .

                                                التالي السابق


                                                ش: تقرير السؤال أن يقال : إنكم قد سويتم في فساد الصلاة بالكلام بين ما إذا كان عامدا أو ناسيا وجاهلا ، وحكمتم بانتساخ حديث ذي اليدين ، وأن ذلك كان بالمدينة ، فلو كان الأمر كذلك لكان النبي - عليه السلام - أمر معاوية بن الحكم بإعادة صلاته لما تكلم فيها ، حيث قال للعاطس : يرحمك الله ، ومع هذا لم يأمره بذلك ، فدل على [ ص: 82 ] أن الكلام فيها جاهلا لا يفسد صلاته ، وما عذر فيه بالجهل عذر فيه بالنسيان ، فدل ذلك على التفرقة بين الأحوال .

                                                وتقرير الجواب من وجهين :

                                                الأول : أن إسلام معاوية بن الحكم كان في آخر الأمر ، وكان جاهلا بتحريم الكلام الذي كان مباحا في حديث ذي اليدين ، فلذلك لم يأمره - عليه السلام - بإعادة الصلاة .

                                                الثاني : أنه قد يجوز أن يكون النبي - عليه السلام - أمره بالإعادة ، ولكنه لم ينقل ذلك في حديثه ; لأن سكوت الحديث عنه لا ينفي أمره بالإعادة ; فافهم .




                                                الخدمات العلمية