الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                2619 ص: ففي هذه الآثار ما قد دل أن الإشارة لا تقطع الصلاة ، وقد جاءت مجيئا متواترا ، غير مجيء الحديث الذي خالفها ، فهي أولى منه ، وليست الإشارة في النظر من الكلام في شيء ; لأن الإشارة إنما هي حركة عضو ، وقد رأينا حركة سائر الأعضاء غير اليد في الصلاة لا تقطع الصلاة ، فكذلك حركة اليد .

                                                [ ص: 89 ]

                                                التالي السابق


                                                [ ص: 89 ] ش: أشار بهذه الآثار إلى الأحاديث التي رواها عن عبد الله بن عمر وصهيب وبلال وأبي سعيد الخدري - رضي الله عنهم - وقوله : "ما دل " في محل الرفع على الابتداء وخبره قوله : "ففي هذه الآثار " وقوله : "وقد جاءت " أي هذه الآثار مجيئا متواترا ، أي مقبولا عند أهل الحديث ، ولم يرد به التواتر الاصطلاحي ، وأراد أن هذه الآثار أقوى طريقا وأصح مجيئا وأكثر ورودا من الحديث الذي ذهب إليه أهل المقالة الأولى ، وهو حديث أبي غطفان عن أبي هريرة ، وأن هذا لا يساوي تلك الأحاديث ولا يقاومها ، على أن أحمد بن حنبل قد قال : حديث أبي غطفان ليس بشيء كما ذكرناه فيما مضى .

                                                قوله : "وليست الإشارة . . . " إلى آخره ، إشارة إلى بيان وجه النظر والقياس ، وهو أن الإشارة لا تشابه الكلام ولا تماثله ; لأنها حركة عضو ، والكلام نطق مسموع مفهم ، فلو حرك المصلي من أعضائه غير اليد في صلاته فإنه لا يقطع صلاته ولا يضرها ، فكذلك لو حرك يده ، نظرا وقياسا عليه .




                                                الخدمات العلمية