[ ص: 18 ] وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم .
[121] ولما نزل المشركون بأحد يوم الأربعاء ليأخذوا بثأرهم في يوم بدر، وكانوا ثلاثة آلاف رجل، وسمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنزولهم، استشار أصحابه في الخروج إلى قتالهم، فأشار بعض الصحابة بالخروج، وأشار بعضهم بترك الخروج، وكان المشركون قد أقاموا بأحد يوم الأربعاء والخميس، وصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الجمعة بأصحابه، وقد مات في ذلك اليوم رجل من الأنصار، فصلى عليه -صلى الله عليه وسلم- ثم خرج إليهم في ألف رجل، أو تسع مئة وخمسين، ونزل بالشعب من أحد يوم السبت لنصف شوال سنة ثلاث من الهجرة، وجعل يقوم أصحابه، إن رأى صدرا خارجا قال: "تأخر" أو متأخرا قال: "تقدم" وكان نزوله في عدوة الوادي، وجعل ظهر عسكره إلى أحد، وأمر على الرماة عبد الله بن جبير، وقال: "انضحوهم عنا بالنبل لا يأتوننا من ورائنا" فنزل قوله تعالى:
وإذ غدوت أي: واذكر إذ غدوت.
من بين.
أهلك من المدينة.
تبوئ أي: تنزل.
المؤمنين مقاعد مواطن يقفون فيها. [ ص: 19 ]
للقتال يقال: بوأت القوم: إذا وطنتهم.
والله سميع عليم ما تقول ويقال لك، وقت المشاورة وغيره.