الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون .

[137] وكذلك ومثل ذلك التزيين في قسمة القربات.

زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم قراءة العامة: (زين) بفتح الزاء والياء ونصب (قتل) مفعولا صريحا، وجر (أولادهم) إضافة، ورفع (شركاؤهم) فاعل (زين) أي: شياطينهم حسنوا لهم وأد البنات، وهو دفنهن في حياتهن خيفة العيلة، وقرأ ابن عامر: بضم الزاي وكسر الياء مجهولا، ورفع (قتل) ونصب دال (أولادهم)، وخفض همزة (شركائهم) بإضافة (قتل) إليه، كأنه قال: زين لكثير من المشركين قتل شركائهم أولادهم، فصل بين الفعل وفاعله بالمفعول به، وهم الأولاد، وأضيف الفعل وهو القتل إلى الشركاء، وإن لم [ ص: 470 ] يتولوا ذلك; لأنهم الذين زينوا ذلك، ودعوا إليه، فكأنهم فعلوه، وقد اعترض الزمخشري في "كشافه" على ابن عامر في قراءته، فرد ابن الجزري اعتراضه في كتابه "النشر" وصوب قراءة ابن عامر، وكذلك الكواشي في "تفسيره" وكل منهما أشبع الكلام في ذلك.

ليردوهم ليهلكوهم.

وليلبسوا ليخلطوا.

عليهم دينهم ويدخلوا عليهم الشك فيه.

ولو شاء الله ما فعلوه بين أن كفرهم بمشيئة الله تعالى، وهو رد على القدرية.

فذرهم يا محمد.

وما يفترون من الكذب; فإن الله لهم بالمرصاد.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية