الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 160 ] ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا .

[79] ثم خاطب النبي -صلى الله عليه وسلم- والمراد غيره فقال:

وما أصابك يا إنسان.

من حسنة خير ونعمة.

فمن الله تفضلا.

وما أصابك من سيئة بلية.

فمن نفسك أي: بذنبك; كقوله تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم [الشورى: 30] ، وتعلق القدرية بظاهر هذه الآية، فقالوا: نفى الله عز وجل السيئة عن نفسه، ونسبها إلى العبد، ولا متعلق لهم فيه; بدليل قوله تعالى:

قل كل من عند الله غير أن الحسنة إحسان وامتحان، والسيئة مجازاة وانتقام.

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "ما من مسلم يصيبه نصب ولا وصب، حتى الشوكة يشاكها العبد، وحتى انقطاع شسع نعله، إلا بذنب، وما يعفو الله أكثر". [ ص: 161 ]

وأرسلناك يا محمد.

للناس رسولا حال مؤكدة، أي: ذا رسالة.

وكفى بالله شهيدا على رسالتك وصدقك.

التالي السابق


الخدمات العلمية