الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم .

[54] ثم أمر -صلى الله عليه وسلم- بالسلام عليهم إكراما لهم فقيل:

وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم ثم قل لهم:

كتب أي: أوجب.

ربكم على نفسه الرحمة فكان -صلى الله عليه وسلم- إذا رآهم، بدأهم بالسلام وقال: "الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني أن أبدأهم بالسلام".

أنه من عمل منكم سوءا بجهالة أي: جاهلا بتحريمه.

ثم تاب من بعده بعد عمله المعصية.

وأصلح أخلص توبته.

فأنه غفور رحيم قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي، [ ص: 404 ] وخلف: ( إنه من عمل) (فإنه) بكسر الألف فيهما على الاستئناف، وقرأ ابن عامر، وعاصم، ويعقوب: بفتح الألف فيهما بدلا من الرحمة; أي: كتب على نفسه أنه من عمل منكم، ثم جعل الثانية بدلا عن الأول; كقوله: أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون [المؤمنون: 35]. وقرأ نافع، وأبو جعفر: بفتح الأولى بدلا من الرحمة، وكسر الثانية على الاستئناف; لأنها بعد الفاء، قال القرطبي: وهي قراءة بينة.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية