الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون .

[132] وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون لكي ترحموا، فقرن تعالى طاعة رسوله بطاعته، واسمه باسمه بقوله تعالى: وأطيعوا الله والرسول ، وقال تعالى: فآمنوا بالله ورسوله [التغابن: 8]، فجمع بينهما بواو العطف المشركة، ولا يجوز جمع هذا الكلام في غير حقه -صلى الله عليه وسلم- قال عليه السلام: "لا يقولن أحدكم: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن: ما شاء الله ثم شاء فلان" فأرشدهم -صلى الله عليه وسلم- إلى الأدب في تقديم مشيئة الله تعالى على مشيئة من سواه، واختارها بـ (ثم) التي هي للنسق والتراخي، بخلاف الواو التي هي للاشتراك، ومثله الحديث الآخر: أن خطيبا خطب عند النبي -صلى الله عليه وسلم- [ ص: 26 ] [فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: ] "بئس خطيب القوم أنت، قم، أو قال: اذهب" كره منه الجمع بين الاسمين بحرف الكناية; لما فيه من التسوية، فالواو العاطفة لمطلق الجمع بالاتفاق، والفاء العاطفة للترتيب والتعقيب، وثم للتشريك وللترتيب بمهلة بالاتفاق.

التالي السابق


الخدمات العلمية