الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون .

[122] أومن كان ميتا بالكفر. قرأ نافع، وأبو جعفر، ويعقوب: (ميتا) بالتشديد، والباقون: بالتخفيف. [ ص: 459 ]

فأحييناه هديناه.

وجعلنا له نورا أي: الإيمان.

يمشي به في الناس بينهم متبصرا به، فيعرف الحق من الباطل.

كمن مثله في الظلمات أي: كمن هو في الظلمات.

ليس بخارج منها يعني: في ظلمة الكفر.

كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون من الكفر والمعصية.

قال ابن عباس: " وجعلنا له نورا يريد: حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، كمن مثله في الظلمات يريد: أبا جهل بن هشام، وذلك أن أبا جهل رمى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بفرث، فأخبر حمزة بما فعل أبو جهل وهو راجع من قنصه، وبيده قوس، وحمزة لم يؤمن بعد، فأقبل غضبان حتى علا أبا جهل بالقوس وهو يتضرع إليه ويقول: يا أبا يعلى! أما ترى ما جاء به؟ سفه عقولنا، وسب آلهتنا، وخالف آباءنا! فقال حمزة: ومن أسفه منكم؟! تعبدون الحجارة من دون الله! أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، فأنزل الله هذه الآية".

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية