الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون .

[33] ولما قال أبو جهل: إنا لا نكذبك يا محمد، بل نكذب ما جئت به، نزل تسلية له، ووعدا ووعيدا لهم:

قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فيك، وفيما جئت به من التكذيب; لأنهم إذا كذبوا ما جاء به فقد كذبوه. قرأ نافع: (ليحزنك) بضم الياء وكسر الزاي، والباقون: بفتح الياء وضم الزاي، وكل ما جاء في القرآن بعد العلم لفظة (إن)، فهي بفتح الهمزة إلا في موضعين:

أحدهما: هنا: قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون والثاني:

والله يعلم إنك لرسوله في سورة المنافقين، وإنما كان كذلك في هذين [ ص: 390 ] الموضعين; لأنه يأتي بعدهما لام الخبر؛ فلذا انكسرا.

فإنهم لا يكذبونك أي: في الحقيقة; إذ جحدهم عناد; أي: إنما يكذبون الله بجحدهم. قرأ نافع، والكسائي: (يكذبونك) بسكون الكاف وتخفيف الذال; من الإكذاب، وهو أن يجده كاذبا، وقرأ الباقون: بالتشديد; من التكذيب، وهو أن ينسبه إلى الكذب، ويقول له: كذبت.

ولكن الظالمين بآيات الله الدالة على صدقك يجحدون .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية