الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما .

[95] لا يستوي القاعدون من المؤمنين عن الجهاد. نزلت في فضل [ ص: 179 ] الجهاد والحث عليه، فلما سمع ابن أم مكتوم -وكان أعمى- النبي -صلى الله عليه وسلم- يمليها على زيد بن ثابت قال: "يا رسول الله! لو استطعت الجهاد لجاهدت" فنزل:

غير أولي الضرر
أي: المرض; من عمى وغيره. قرأ نافع وأبو جعفر، وابن عامر، والكسائي، وخلف (غير) بنصب الراء; أي: إلا أولي الضرر، وقرأ الباقون: برفع الراء على نعت (القاعدون)، يريد: لا يستوي القاعدون الذين هم غير أولي الضرر.

والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أي: لا مساواة بينهم وبين من قعد عن الجهاد من غير عذر.

فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين للعذر.

درجة فضيلة; لأن المجاهد مباشر مع النية، والقاعد له نية، ولكن لم يباشر، فنزلوا عنهم بدرجة.

وكلا من الفريقين.

وعد الله الحسنى وهي الجنة.

وفضل الله المجاهدين مطلقا. [ ص: 180 ]

على القاعدين بعذر وغيره.

أجرا عظيما أي: أجرهم أجرا عظيما.

التالي السابق


الخدمات العلمية