الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون .

[108] قال قتادة: كان المسلمون يسبون أوثان الكفار، فنهاهم الله عن ذلك; لئلا يسبوا الله; لأنهم قوم جهلة، فقال تعالى:

ولا تسبوا الذين يدعون أي: المدعوين آلهة.

من دون الله فيسبوا الله عدوا اعتداء وظلما.

بغير علم بجهل. قرأ يعقوب: (عدوا) بضم العين والدال وتشديد الواو، فلما نزلت قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تسبوا ربكم" ونهوا عن سب الآلهة، وإن كان طاعة; لإفضائه إلى مفسدة أعظم منه، قال القرطبي في "تفسيره": إن الحكم بالنهي باق في هذه الأمة، فمتى خيف أن الكافر يسب الإسلام والنبي -صلى الله عليه وسلم- والله جل جلاله، فلا يحل لمسلم أن يسب دينهم، [ ص: 449 ] ولا صلبانهم، ولا كنائسهم، ولا يتعرض إلى ما يؤدي إلى ذلك.

كذلك أي: كما.

زينا لهؤلاء المشركين عبادة الأوثان وطاعة الشيطان.

لكل أمة من الكفار.

عملهم وفيه رد على القدرية.

ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون بالمحاسبة والمجازاة عليه.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية