[ ص: 369 ] سورة الأنعام
مكية، وآيها مئة وخمس وستون آية، وحروفها اثنا عشر ألفا وأربع مئة واثنان وعشرون حرفا، وكلمها ثلاثة آلاف واثنتان وخمسون كلمة، نزلت ليلا جملة، حولها سبعون ألف ملك يسبحون، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، وخر ساجدا".
وعنه -صلى الله عليه وسلم-: "من قرأ سورة الأنعام لم يقطعها بكلام، غفر الله له ما سلف من عمل".
وعن ابن عباس رضي الله عنه: "نزلت سورة الأنعام بمكة، إلا قوله: وما قدروا الله حق قدره إلى آخر ثلاث آيات، وقوله تعالى: قل تعالوا أتل ما حرم ربكم إلى قوله: لعلكم تتقون فهذه الست آيات مدنيات". [ ص: 370 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون .
[1] الحمد لله بدأ سبحانه بحمد نفسه تنبيها على أن الحمد كله له، لا شريك له فيه، وتقدم تفسيره في الفاتحة.
الذي خلق أي: اخترع وأوجد.
السماوات والأرض خصهما بالذكر; لأنهما أعظم الموجودات، وجمع السموات لأنها سبع طباق، ووحد الأرض لاتصال بعضها ببعض طولا وعرضا.
وجعل أي: وخلق.
الظلمات الكفر.
والنور الإيمان، وجمع الظلمة ووحد النور; لأن التوحيد متحد، والكفر ملل، وهما كنايتان عنهما، وقال الجمهور من المفسرين: المراد بهما سواد الليل وضياء النهار، قال والنور هنا للجنس فإفراده بمثابة جمعه. ابن عطية:
ثم الذين كفروا بعد هذا البيان.
بربهم يعدلون يساوون بينه وبين أصنامهم، وأصل العدل: المساواة، وعن كعب قال: "فاتحة التوراة فاتحة الأنعام الحمد لله إلى [ ص: 371 ] يعدلون وخاتمة التوراة خاتمة هود بغافل عما تعملون [هود: 123].
* * *