وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين .
[53] وكذلك فتنا بعضهم ببعض أي: مثل ذلك الاختبار اختبرنا بعض الناس ببعض، فابتلينا الغني بالفقير، والشريف بالوضيع، فإذا رأى الشرفاء والأغنياء الوضعاء والفقراء سبقوهم إلى الإيمان، تكبروا، فكان ذلك فتنة لهم، فذلك قوله:
ليقولوا يعني: المشركين.
أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أي: أهؤلاء الذين أنعم عليهم [ ص: 403 ] بالإسلام دوننا، وميزوا به علينا، لو كان خيرا ما سبقونا إليه [الأحقاف: 11]، فقال تعالى:
أليس الله بأعلم بالشاكرين استفهام بمعنى التقرير; أي: الله أعلم بمن يشكر الإسلام إذا هداه. قرأ عن أبي عمرو: (بأعلم) بإسكان الميم عند الباء، وتقدم الكلام عليه في سورة البقرة. السوسي
* * *