[ ص: 419 ]
وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين .
[75] وكذلك نري إبراهيم أي: كما أريناه البصيرة في دينه، والحق في خلاف قومه، نريه.
ملكوت السماوات والأرض أي: خلقهما وخلق ما فيهما الدال على الربوبية والوحدانية، روي أنه رأى جميع السموات والأرض وما فيهما حتى العرش، وأسفل السفل، فرأى عاصيا، فدعا عليه فهلك، ثم آخر فدعا عليه فهلك، ثم آخر فدعا عليه فهلك، ثم آخر فأراد أن يدعو عليه، فقال تعالى: أنت مستجاب الدعوة، فلم تدعون على عبادي، فإنما أنا من أعبدي على ثلاث خلال: إما أن يتوب إلي فأتوب عليه، وإما أن أخرج منه نسمة تعبدني، وإما أن يبعث إلي، فإن شئت عفوت عنه، وإن شئت عاقبته.
وليكون عطف على المعنى، معناه: نريه ملكوت السماوات والأرض; ليستدل به.
من الموقنين من الموقنين، الموقن: العالم بالشيء علما لا يمكن أن يطرأ له فيه شك.
* * *