يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون .
[26] يا بني آدم قد أنزلنا عليكم أي: خلقنا لكم.
لباسا يواري سوآتكم التي قصد الشيطان إبداءها، ونغنيكم عن خصف الورق، روي أن العرب كانوا يطوفون بالبيت عراة، ويقولون: لا نطوف في ثياب عصينا الله فيها، فكان الرجال يطوفون بالنهار، والنساء بالليل عراة، فنزلت; أمرا بالستر. قرأ عن الدوري بخلاف عنه: (يواري) بالإمالة، وهذه الآية دليل على الكسائي ولا خلاف بين الأئمة في وجوب سترها عن أعين الناس. وجوب ستر العورة،
واختلفوا فقال في العورة ما هي؟ عورة الرجل ما تحت سرته إلى تحت ركبته، والركبة عورة، ومثله الأمة، وبالأولى بطنها وظهرها; لأنه موضع مشتهى، والمكاتبة وأم الولد والمدبرة كالأمة، [ ص: 510 ] أبو حنيفة: والصحيح عنه أن قدميها عورة خارج الصلاة لا في الصلاة، وقال وجميع الحرة عورة إلا وجهها وكفيها، عورة الرجل فرجاه وفخذاه، والأمة مثله، وكذا المدبرة والمعتقة إلى أجل، والحرة كلها عورة إلا وجهها ويديها، ويستحب عنده لأم الولد أن تستر من جسدها ما يجب على الحرة ستره، والمكاتبة مثلها. وقال مالك: الشافعي عورة الرجل ما بين السرة والركبة، وليست الركبة من العورة، وكذا الأمة، والمكاتبة وأم الولد والمدبرة والمعتق بعضها، والحرة كلها عورة سوى الوجه والكفين عند الشافعي، وعند وأحمد: سوى الوجه فقط على الصحيح، وأما سرة الرجل، فليست من العورة بالاتفاق. أحمد
وريشا لباس زينة تتجملون بها، فهي للأناسي كالريش للطائر، المعنى: أنزل لكم لباسين: أحدهما لستر عوراتكم، والآخر لجمالكم.
ولباس التقوى هو خشية الله والتورع، وقيل: هو ما يلبس من الدروع ويتقى به.
ذلك خير قرأ نافع، وأبو جعفر، وابن عامر، ( ولباس) بنصب السين عطفا على قوله: والكسائي: لباسا ، وقرأ الباقون: بالرفع على الابتداء، وخبره (خير)، وجعلوا (ذلك) صلة في الكلام.
ذلك أي: إنزال اللباس.
من آيات الله الدالة على فضله ورحمته.
لعلهم يذكرون فيعرفون نعمته.