الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين .

[144] ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين والكلام في الإبل والبقر كما سبق في الضأن والمعز. وأجمع القراء على مد (آلذكرين); لأنها همزة استفهام دخلت على همزة الوصل; لتفرق بين الاستفهام والخبر، وأجمعوا على عدم تحقيقها; لكونها همزة وصل، وهمزة الوصل لا تثبت إلا ابتداء، وأجمعوا على تليينها، واختلفوا في كيفيته، فقال كثير منهم: تبدل ألفا خالصة، وقال آخرون: تسهل بين بين. معنى الآية: إنكار أن الله حرم شيئا [ ص: 480 ] من جنسي الغنم والإبل والبقر، وذلك أنهم كانوا يحرمون ذكور الأنعام تارة، وإناثها تارة، وأولادها تارة، ويقولون: قد حرمها الله، فأنكر ذلك عليهم.

أم كنتم شهداء الهمزة للإنكار، و (أم) بمعنى (بل)، المعنى: بل أكنتم حضورا.

إذ وصاكم الله بهذا التحريم، وهذا تجهيل لهم، وتقدم اختلاف القراء في الهمزتين من (شهداء إذ) في سورة البقرة.

فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا فنسب إليه تحريم ما لم يحرم.

ليضل الناس بغير علم والمراد: عمرو بن لحي ومن تبعه.

إن الله لا يهدي القوم الظالمين .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية