الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                2732 ص: حدثنا فهد ، قال : ثنا عبد الله بن صالح ، قال : حدثني معاوية بن صالح ، عن العلاء بن الحارث ، عن زيد بن أرطاة ، عن جبير بن نفير ، " أن عبد الله بن عمر رأى فتى وهو يصلي قد أطال صلاته ، فلما انصرف منها قال : من يعرف هذا ؟ قال رجل : أنا ، فقال عبد الله : لو كنت أعرفه لأمرته أن يطيل الركوع والسجود ، فإني سمعت رسول الله - عليه السلام - يقول : إذا قام العبد يصلي ، أتي بذنوبه فجعلت على رأسه وعاتقه ، فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه " .

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح ، وعبد الله بن صالح كاتب الليث وشيخ البخاري ، ومعاوية بن صالح بن حدير الحضرمي الحمصي قاضي الأندلس روى له الجماعة البخاري في غير "الصحيح " .

                                                والعلاء بن الحارث بن عبد الوارث الحضرمي أبو محمد الدمشقي ، روى له الجماعة سوى البخاري .

                                                وزيد بن أرطاة بن حدافة بن لوذان الفزاري أخو عدي الدمشقي ، وثقه العجلي ، وروى له أبو داود والترمذي والنسائي .

                                                وجبير بن نفير بن مالك بن عامر الحضرمي أبو عبد الله الشامي الحمصي ، روى له الجماعة البخاري في غير "الصحيح " .

                                                وأخرجه البيهقي في "سننه " : من حديث معاوية بن صالح ، عن العلاء بن حارث ، عن زيد بن أرطاة ، عن جبير بن نفير : "أن ابن عمر رأى فتى يصلي قد أطال صلاته وأطنب فيها ، فقال : من يعرف هذا . . . " إلى آخره نحوه . [ ص: 223 ] وقال الذهبي في "مختصر السنن " : إسناده قوي .

                                                وهذا الحديث يدل على أن تطويل الركوع والسجود أفضل من تطويل القيام .

                                                فإن قيل : فهذا لا يصلح حجة لما قاله أهل المقالة الثانية فلم ذكره ها هنا ؟!

                                                قلت : ذكره ليجيب عن سؤال يرد عليهم به ، كما يقوله الآن .




                                                الخدمات العلمية