الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون .

[57] وهو الذي يرسل الرياح قرأ ابن كثير، وحمزة، والكسائي، وخلف: (الريح) بغير ألف بعد الياء، والباقون: بالألف.

بشرا قرأ عاصم (بشرا) بالباء الموحدة وضمها وإسكان الشين; أي: تبشر بالمطر، وقرأ ابن عامر: بالنون وضمها وإسكان الشين، وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بفتح النون وإسكان الشين، وقرأ الباقون: [ ص: 533 ] بضم النون والشين، جمع نشور، والقراءة بالنون معناها على القراءات كلها: متفرقة، وهي الرياح التي تهب من كل ناحية.

بين يدي أي: قدام رحمته نعمته، وهو المطر.

حتى إذا أقلت حملت الرياح.

سحابا جمع سحابة.

ثقالا بالماء.

سقناه أي: السحاب، وقيل: المطر.

لبلد ميت محتاج إلى الماء. قرأ نافع، وأبو جعفر، وحمزة، والكسائي، وخلف، وحفص عن عاصم: ( ميت) بتشديد الياء، والباقون: بالتخفيف.

فأنزلنا به أي: بالبلد، وقيل: بالسحاب الماء يعني: المطر.

فأخرجنا به بالبلد، وقيل: بالسحاب.

من كل الثمرات مثل إخراجنا النبات.

كذلك نخرج الموتى من الأجداث ونحييها.

لعلكم تذكرون فتؤمنون بالبعث. وتقدم اختلاف القراء في تخفيف (تذكرون) في أول السورة.

التالي السابق


الخدمات العلمية