الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم .

[172] ولما انصرف أبو سفيان نحو مكة بأصحابه، ندموا حيث لم يستأصلوا النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، فأرادوا العودة لذلك، فأحب النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يري من نفسه جلدا وقوة، فانتدب أصحابه الذين كانوا معه في القتال للخروج في طلب أبي سفيان، فخرج -صلى الله عليه وسلم- بمن معه حتى بلغ حمراء الأسد على ثمانية أميال من المدينة، فجبن أبو سفيان عن العود، فقال لنعيم بن مسعود الأشجعي، أو لركب مر به: إذا رأيتم محمدا وأصحابه، فأخبروهم [ ص: 59 ] أنا قد أجمعنا على الكرة عليهم، فأخبروهم فقالوا:

حسبنا الله ونعم الوكيل فنزل:

الذين استجابوا لله والرسول
أي: أجابوهما.

من بعد ما أصابهم القرح أي: نالهم الجرح. وتقدم اختلاف القراء في فتح القاف وضمها.

للذين أحسنوا بطاعتهم لله ورسوله.

منهم واتقوا المعاصي.

أجر عظيم و (من) في للذين أحسنوا منهم للتبيين، مثلها في قوله تعالى: وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة [الفتح: 29]; لأن الذين استجابوا لله والرسول قد أحسنوا كلهم واتقوا، لا بعضهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية