الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 157 ] ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا .

[77] ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم عن القتال. نزلت في جماعة من الصحابة كانوا يلقون من المشركين بمكة أذى كثيرا قبل الهجرة، فقالوا: يا رسول الله! ائذن لنا في قتالهم، فإنهم قد آذونا، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كفوا أيديكم; فإني لم أؤمر بقتالهم".

وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما هاجروا إلى المدينة، وأمرهم الله بقتال المشركين، شق ذلك على بعضهم، قال الله تعالى:

فلما كتب أي: فرض.

عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس يعني: مشركي مكة.

كخشية الله أي: كخشيتهم من الله.

أو أشد أكبر.

خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال الجهاد.

لولا أي: هلا.

أخرتنا إلى أجل قريب إلى أن نجد من نستنصر به. [ ص: 158 ]

قل يا محمد: متاع الدنيا أي: منفعتها والاستمتاع بها.

قليل سريع التقضي.

والآخرة أي: وثواب الآخرة.

خير لمن اتقى الشرك.

ولا تظلمون فتيلا هو ما في شق النواة طولا، وتقدم تفسيره. المعنى: لا يقع نقص في شيء من الحسنات ثم. قرأ ابن كثير، وأبو جعفر، وحمزة، والكسائي، وخلف، وروح : (يظلمون) بالغيب، والباقون: بالخطاب.

التالي السابق


الخدمات العلمية