الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 415 ]

وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون .

[70] وذر الذين اتخذوا دينهم أي: الذي كان يجب عليهم أن يتخذوه، وهو دين الإسلام والقرآن.

لعبا ولهوا لأنهم كانوا إذا سمعوا القرآن، تلاعبوا استهزاء ولهوا عنه.

وغرتهم الحياة الدنيا حتى أنكروا البعث، المعنى: أعرض عن المشركين، ولا تلتفت إليهم.

وذكر به أي: بالقرآن.

أن تبسل نفس أي: مخافة أن تسلم للهلاك.

بما كسبت وأصل الإبسال: المنع، ومنه: أسد باسل؛ لأن فريسته لا تفلت منه.

ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع يدفع عنها العذاب.

وإن تعدل كل عدل أي: تفتد كل فداء.

لا يؤخذ منها أولئك إشارة إلى الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا.

الذين أبسلوا ارتهنوا.

بما كسبوا لهم شراب من حميم شديد الحرارة.

وعذاب أليم بما كانوا يكفرون بسبب كفرهم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية