ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء [ ص: 64 ] فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم .
[179] ولما قال المشركون: يا محمد! تزعم أن من خالفك فهو في النار، والله عليه غضبان، وأن من اتبعك على دينك فهو في الجنة، والله عنه راض، فأخبرنا بمن يؤمن بك ومن لا يؤمن بك، أنزل الله:
ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه أيها المشركون من الكفر والنفاق.
حتى يميز الخبيث من الطيب أي: يبين المنافق من الطيب; أي: المؤمن، فبان المنافق يوم أحد بتخلفهم عن الغزو. قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، (يميز) بضم الياء الأولى وتشديد الثانية للمبالغة; من ميز يميز، وقرأ الباقون: بالفتح والتخفيف; من ماز يميز، وهما لغتان، وأصل الميز: الفصل بين المتشابهات. ويعقوب:
وما كان الله ليطلعكم على الغيب لأنه لا يعلم الغيب أحد غيره.
ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فيطلعه على ما يشاء من غيبه.
فآمنوا بالله ورسله بأن تصدقوهم. [ ص: 65 ]
وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم لا يقدر قدره.