يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا . [ ص: 177 ]
[94] ونزل في لما وجه في سرية، فسمع رجلا يقول: لا إله إلا الله أسامة بن زيد محمد رسول الله، السلام عليكم، فقتله واستاق غنمه، ورجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم: يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم سافرتم للجهاد.
في سبيل الله فتبينوا تأملوا. قرأ حمزة، والكسائي،
وخلف: (فتثبتوا) في الحرفين; من الثبات والتأني، وقرأ الباقون: [بالياء والنون من التبين، وهو التأمل.
ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام وهو تحية الإسلام. قرأ نافع، وأبو جعفر، وابن عامر، وحمزة، (السلم) بغير ألف، وهو المفاداة، وهو قول لا إله إلا الله محمد رسول الله. وقرأ الباقون] بالأول; أي: إذا رأيتم أمارة ظاهرة على إسلام شخص، فلا تقتلوه، ولا تقولوا: وخلف:
لست مؤمنا إنما تفعل هذا تقية لحفظ مالك ونفسك. قرأ بخلاف عنه (مومنا) بإسكان الواو بغير همز. [ ص: 178 ] أبو جعفر
تبتغون عرض الحياة الدنيا منافعها.
فعند الله مغانم كثيرة أي: غنائم.
كذلك كنتم من قبل تكتمون إيمانكم من المشركين.
فمن الله عليكم بالهداية وإظهار الإسلام، استغفر لي يا رسول الله، فقال: "فكيف بلا إله إلا الله؟ " مرارا، قال أسامة: فوددت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ". أسامة: قرأ وروي أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: " أقتلتموه إرادة ما معه؟ " ووجد عليه، فقال (كذلك كنتم) بإدغام الكاف في الكاف. أبو عمرو:
فتبينوا أن تقتلوا مؤمنا خطأ، كررها تأكيدا وزجرا عن الإقدام على القتل.
إن الله كان بما تعملون خبيرا عالما به، فلا تقدموا على القتل، واحتاطوا فيه.