يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم .
[54] يا أيها الذين آمنوا من يرتد أي: يرجع.
منكم عن دينه كافرا بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم-. قرأ نافع، وأبو جعفر، (يرتدد) بدالين مظهرتين على الأصل، الثانية مجزومة بـ (من)، وقرأ الباقون: (يرتد) بدال واحدة مشددة مفتوحة لالتقاء الساكنين. وابن عامر:
فسوف يأتي الله بقوم غيرهم مكانهم.
يحبهم ويحبونه والمراد بالقوم: وأصحابه الذين قاتلوا أهل الردة ومانعي الزكاة، وروي أنهم قوم أبو بكر وقيل: هم أحياء من أبي موسى الأشعري، اليمن جاهدوا يوم القادسية أيام عمر.
أذلة أرقاء رحماء. [ ص: 312 ]
على المؤمنين أي: هم لينون متواضعون لهم.
أعزة أشداء غلظاء.
على الكافرين كالسبع على فريسته.
يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم المعنى: إنهم الجامعون بين المجاهدة في سبيل الله، والتصلب في دينه; بخلاف المنافقين; فإنهم يخرجون في جيش المسلمين خائفين ملامة أوليائهم من اليهود، فلا يعملون شيئا يلحقهم فيه لوم من جهتهم، واللومة: المرة من اللوم.
ذلك أي: ما وصف به القوم من لين جانبهم للمؤمنين، وشدتهم على الكافرين، وعدم خوفهم.
فضل الله يؤتيه من يشاء يمنحه ويوفق له.
والله واسع كثير الفضل.
عليم من هو أهل.
* * *