ذكر الحائط المائل يشهد على صاحبه فيسقط ويتلف نفسا أو مالا 
اختلف أهل العلم في الحائط المائل يشهد على صاحبه [فقالت طائفة : إن أشهد على صاحبه] فأتلف شيئا فصاحبه ضامن . 
كذلك قال الحسن  ،  وإبراهيم النخعي  ،  وقتادة  ، وروي ذلك عن شريح   . وبه قال أصحاب الرأي . 
وقالت طائفة : يضمن ما أصاب الحائط أشهد عليه أو لم يشهد . وهذا قول  إسحاق بن راهويه   . 
وهكذا قال  أبو ثور  إذا علم بميل الحائط فتركه . 
قال  أبو بكر   : وقد احتج بعض من يميل إلى هذا القول بأن من قول  [ ص: 335 ] من خالفنا أن من أشرع جناحا فخرج من حده فأصاب شيئا فهو ضامن ، فإذا مال الحائط فقد خرج من حده ، فكل شيء أصاب ما خرج من حده فهو له ضامن أشهد أو لم يشهد ، لأن إقراره الشيء الخارج من حده كإحداثه فعليه في هذا إذا سقط وأفسد ما عليه فيما أشرع خارجا من حده . 
وقد حكي عن  ابن أبي ليلى  أنه قال : إذا مال الحائط وجب عليه هدمه ، فإن تركه أقل ذلك ضمن   . 
وفيه قول ثالث : قاله  الشافعي  قال : لو مال حائط من دار فوقع على إنسان فمات ، فلا شيء فيه ، وإن أشهد عليه ، لأنه وضعه في ملكه ، والميل حادث من غير فعله ، وقد أساء بتركه ، وما وضعه في ملكه فمات به إنسان فلا شيء عليه . 
وكان  سفيان الثوري  يقول : إذا لم يشهد عليهم لم يضمنوا . قال : وإن كان قائما وهو مشقوق لم [يجبروا] على نقضه ، وإن كان مائلا جبروا على أن ينقضوه ، فإن أخذوا في نقضه فوقع على أحدهم فهم ضامنون ، وإن أشهد عليهم رجلا فقال له بعد الذي أشهد عليه : لا أريد أن أغرمك قد رجعت فيما أشهدت ، فقوله هذا ليس بشيء ، قد مضت الشهادة ، وإن مات الذي أشهد عليه فينبغي أن يشهدوا على الورثة ، لأنه ملكه غيره ، وإن باعه أشهد على الذي ابتاعه ، قد مضت شهادة الذين أشهد عليهم .  [ ص: 336 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					